المقدمة
إن الإنسان بفطرته لا يحب ان يتتبع أحد أثره ، فتخيل وأنت تمشي في طريق أو سوق أن هناك من يتتبع أثرك ويعرف برنامجك اليومي ومن تحادث وكم من ساعة مكثت مع فلان أو فلان ، وقد يكون اكبر من ذلك ماذا تكتب أو ماذا تسمع وتشاهد بل قد يتطور الأمر أن يعرف الكثيرعن خصوصياتك الخاصة جداً حتى يصل به الحد وكأنه يعيش معك . فلا تذهب بمخيلتك إلى عالم الجاسوسية (البوليسية) .! بل هو موجود في عالم النت الذي يعتقد البعض انه لا أحد يعرف عن تحركاته شيء . وفي ظل تطور علم الاتصالات وانتشار التجارة الإلكترونية، أصبح العالم وكأنه قرية .
فمن الواجب على كل مستخدم أن يعي المخاطر التي تحيط به في هذا العالم.
مفهوم التتبع في عالم الانترنت :-
تتلخص في جمع البيانات الشخصية التي تتم دون علم المستخدم . مما قد ينتج عنه تسرب المعلومات لدى المستخدمين في التعاملات المالية وأسراره وغيرها . ويرجع سبب ذالك في عدم وجود الوعي عند من يتعامل مع إجراءات هذه التقنية الرقمية
التتبع في عالم النت ينقسم إلى قسمين :-
تتبع الأثر الإيجابي أو التجسس المحمود (إن صح التعبير )
يتلخص في إن مزودين الخدمة وأصحاب المواقع والبرامج يتعرفون على الزوار والمشتركين فيما يستخدمون من أنظمة كالوندوز وغيره من الأنظمة . والمتصفح الذي تستخدمه ورقم إصداره . ومن أي موقع أتيت منه قبل الدخول إلى موقعه وكذلك معرفة الآي بي الخاص بك(IP) ومن أي بلد أنت، ورصد ساعة دخولك وخروجك كل تحركاتك والمواقع التي تزورها وان تجعل لكل زائر أو مشترك بصمه حتى تسهل عليه الدخول للموقع وذلك يتمثل في إرسال ملف يسمى الكوكيز بمجرد دخولك للموقع يزرع في الجهاز، وهذه الشركات تطلع على الأنظمة بقصد تطوير مواقعها وبرامجها بما يتوافق مع أنظمة المستخدمين وليس بقصد الإضرار أو التجسس عليهم .
تعليق :- نعم وجهه نظر الشركات قد تكون صحيحة !!!! ولكن السؤال أليس هذا انتهاك صريح للخصوصية الزائر أو المشترك
والسبب بعدم اخذ الموافقة منه .
تتبع الأثر السلبي أو التجسس المذموم
هو اطلاع الآخرين على خصوصيات مستخدم ليس لهم الحق إطلاقا في الإطلاع عليها ، وهذا انتهاك صريح للخصوصية . الذي يشكل خطرا كبيراً كون الكثير من المستخدمين لا يعرف عنه شيء إما لجهله او تفريطه في قراءه الاتفاقيات في بعض المواقع أو البرامج أو عن طريق إستدراجه من حيث لا يشعر.
تتبع الأثر السلبي على النحو الآتي :-
1- التجسس على جميع تحركاتك في النت ومعرفه موقعك ورقم هاتفك وساعة الدخول والخروج بقصد الإضرار بك .
2- معرفة ما تكتبه وما تسمعه وما تشاهده وبأي أسم تدخل في هذا الموقع أو ذاك ، وينتج عنه سرقة البطاقات البنكية أو أسرار عملك .
3- التجسس على البريد ومعرفه كلمه المرور كون أن الرسائل التي تحفظ في السيرفر غير مشفرة وينتج عنه اخذ وكشف خصوصياتك أو
تعاملاتك التجارية أو العلمية .
4- معرفه الآي بي الخاص بك(IP) ومحاولات كشف الثغرات في جهازك خصوصاً إذا كان المستخدم يتعامل بالتجارة من بيع وشراء وغيرهأولديه
وثائق سرية أو بحوث علمية وتصاميم وغيرها .
5- أن الكثير من البرامج الخاصة بالتصميم والتسجيل والمحادثات وغيرها تستطيع معرفه المصمم أو المصدر.مع أن البعض يشكك في هذه
المعلومة .
6 - بعض الشركات المصممة للمواقع أو المنتجة للبرامج قد تستغل وجود ثغرات في المتصفح وتقوم بفتح أبواب خلفي ة تستطيع من خلالها
الوصول إلى ملفاتك ونسخها وبكل سهول ة . أن لم تكون هي من يتعمد فتح هذه الثغرات .
7- البرامج لها نصيب الأسد من تتبع الأثر وحفظ ما يكتب وأيضا ما يقال بل هي اخطر بمراحل من المواقع فالكثير لا يقراء الاتفاقيات أثناء
تنصيب البرنامج التي قد ينص بعضها على تتبعك والإطلاع على ملفاتك .
سؤال !
هل سبق وأن قرات ماكُتب في هذه الاتفاقيات ؟ ????؟؟ ?? !!!
أنصح وبشدة كل من يستخدم النت في مجال المال( التجارة الإلكترونية) أو التأليف والبحوث أو التصاميم أو لديه أسرار عمل أو أسرار خاصة أن يأخذ الحيطة والانتباه لأن الخطأ هنا قد لا يعوض أو يعرض نفسه للابتزاز من قبل المخربين . وان تقدّر الإضرار الناجمة عن الإهمال في مجال الحماية . والبعض يتعذر بأن هذه الشركات والبنوك تتعامل بالأموال وغيرها ولم نسمع أن هناك اختراق لها .
من قال لك انه لا يوجد اختراق لهذا الشركات أو البنوك ثانيه هل تقارن نفسك وأنت تستخدم حاسب شخصي بهذه الشركات التي تنفق أموال طائلة من أجل الحماية ومع هذا يحدث اختراق لها . أو يتحجج البعض يقول الذي يريد سرقة مال وغيره يذهب للشركات معروف أو بنوك ومحلات لها مواقع على النت . ايضا انقول ان الهاكر يبحث دائما عن الفريسة الأسهل والذي يمكن الاستفادة منها بأكبر قدر ممكن لأن الأجهزة الشخصية غالباً ما تكون مفتحة ( المنافذ) نظراً لجهل المستخدم أو إهماله أو تسويفه بعمل الحماية.
وبعد كل هذا تعجب كل العجب فيمن يهمل حماية أسراره وأمواله .وهذا ليس في نظري ناجم عن الإهمال وإنما هو ناتج عن عدم الوعي في أمن وحماية الحاسب من المخاطر ولا يوجد لدية أي إستراتيجية التي تتمثل في اخذ الاحتياطات المستقبلية . فأنتبه على نفسك أن لا يأتي يوماً تقلب فيه كفيك على ما أصابك .